Saturday, September 17, 2011

دراسات سينمائية


الطبلة


وجهان لكارت البنت في الكوتشينة: الأم و الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطبلة و الصراخ أيضا - رمز بدائي للتعبير

و إيقاف النمو يعد احتجاجا علي الواقع..

بيانات الفيلم:
تاريخ الأنتاج:١٩٧٩
سيناريو : جان كلود كارير، فرانز سايتز، فولكر شلوندروف
قصة: جونتر جراس
إخراج: فولكر شلوندروف
زمن العرض: ١٤٤ ق
تمثيل: أنجيلا وينكلر، ماريو أدوف، ديفيد بننت، شارل أزنافور
عندما عرض فيلم "الطبلة" عام  1979 فى مهرجان "كان" تحمس له النقاد والجمهور على السواء، واعتبرة النقاد من روائع السينما العالمية. وقد حصل الفيلم على جائزة السعفة الذهبية مناصفة مع فيلم " نهاية العالم الآن" لكوبولا. ومع مرور عشرين  عاماً على عرض الفيلم فى "كان"، كان من المناسب ان تعاد قراءتة مرة أخرى من خلال الربط بين الجانبين النفسى والسياسى للفيلم، وكيف عبر المخرج عن ذلك باستخدام اللغة السينمائية .
أوسكار
يدور الفيلم حول الفتى اوسكار الذى يروى قصتة، وكيف قرر ان يوقف نموة فى عيد ميلادة الثالث احتجاجاً على ما يحدث حوله ، ثم قرر ان ينمو مرة أخرى بعد بلوغة من العمرعشرين عاما، وإنتهاء الحرب العالمية الثانية، وبالتالى، فإن معلوماتنا ورؤيتنا للأشياء فى هذا الفيلم ناتجة عن رؤية اوسكار للأشياء ومعرفته بها.
فأغلب اللقطات مأخوذة من زاوية منخفضة موازية لمستوى نظر أوسكار بالأضافة إلى تحديد الألوان فى بعض المشاهد ، مثل مشهد لقاء الجدة بالجد، ومشهد جنازة أجنس، وأيضا المؤثرات الصوتية والموسيقى التى نسمعها والتى تلخص بشكل قوى وجهه نظره فيما يراه وآراءة عن العلاقات الموجودة فى الفيلم.
وبما ان أوسكار يروى قصتة بعد أن عاد ينمو مرة أخرى، فالفيلم كله "فلاش باك" ، والسرد الروائى بالفيلم اخذ شكل دائرى مغلق كالآتى " أ ب جـ ب أ "
أ – لقطة لسيدة فى حقل البطاطس " الجدة"
ب – قرار أوسكر أن يوقف نموة
جـ - فترة توقف نمو أوسكار
ب ـ قرار أوسكار ان ينمو مرة أخرى
أ- لقطة السيدة فى حقل البطاطس .
 ويحتوى فيلم "الطبلة" على أحداث خاصة بعائلة أوسكار، وأحداث عامة تتعلق بالمجتمع الدولى فى الحرب العالمية الثانية ، وسنبدأ بتحليل الشخصيات والأحداث التى تمر بها على المستوى الخاص، ثم نربطها بالمستوى العام، فهما وجهان لعملة واحدة.

التحليل النفسى للشخصيات :
الجدة والجد
يوسف كولشافك يجري نحو الجدة
يختار أوسكار ان يسرد قصتة منذ اللحظة الأولى التى تمت فيها عملية الأتصال الجنسى بين يوسف وآنا برونسكى والتى كانت سبباً طبيعيا فى ميلاد أجنس والدة اوسكار.
يوسف كولشافك الجد ، رجل قصير عريض المنكبين هارب من العدالة بسبب ولعهُ بحرق الممتلكات العامة .

الجدة تخبئ يوسف كولشافك
الشرطة تسأل عن يوسف
ويؤكد المخرج على صغر حجمه مقارنة بآنا برونسكى الجدة من خلال استخدامه العدسة الواسعة، فآنا فى المقدمة تملأ أغلبية الكادر بينما- يظهر كولشافك صغيراً نسبيا فى الخلف. وفى لقطة أخرى نرى آنا من زاوية منخفضة وهى ترفع تنورتها وتقف لتتيح ليوسف الاختباء تحتها فنراها بحجم ضخم مما يؤكد أنها أكبر حجما منه ، وإذا اخذنا فرق الحجم للدلالة على قوة الشخصية ، نستطيع ان نأخذ الوضع الجسدى للجد والجدة للدلالة على سيطرة الشخصية فآنا
الجدة و يوسف مختبئ تحتها
بورنسكى فى الوضع المسيطر فهى تجلس فوقة ونرى انها متلذذة بهذا الوضع خلال الاتصال
الجنسى من خلال تعبيرات وجهها وصراخها وتحول كل شىء من حولها الى رموز جنسية " البطاطس الساخنة – غرز السونكى فى البطاطس – الجنديان وكل منهما يشهر السونكى نحو الجدة " .


وهنا أود ان أشير إلى نقطة هامة ، وهى ان الجدة أثيرت بفكرة وجود أكثر من رجل واحد فى

لحظة الاتصال الجنسى ،وعلى مستوى اللاوعى كانت ترغب فى اتصالهم بها جنسيا ولكن هذه الفكرة بقيت مكبوتة عند آنا  برونسكى ، لان الجانب الاكبر من حياة الجدة هو الأمومة. فتنورة آنا ، والتى نستطيع ان نعتبرها إمتداداً للرحم ، تُعتبر مكاناً للاحتماء من العالم الخارجى وليس مكانا لممارسة الجنس فقط، فقد كان هدف يوسف كولشافك الاختباء من العالم الخارجى ولكن
الامر تطور الى ممارسة الجنس.




أجنس :
أجنس و خلفها يون

توحدت أجنس مع الجدة فى رغبتها الجنسية المكبوتة ، ولكنها استطاعت ان تظهر النوازع الجنسية الدفينة فى الجدة فى شخصيتها ، فقد  أطلقت الأم "أجنس"  العنان لشهواتها بدون النظر الى العواقب الوخيمة التى يمكن ان تحدث جراء ذلك .
لقد حولت رغبت الجدة فى وجود أكثر من رجل في حياتها إلى حقيقة ملموسة. فقد تزوجت ألفريد الألمانى الأصل وأبقت على علاقتها بخالها يون برونسكى . نجد ايضاُ ان أجنس توحدت مع الأم فى قوة الشخصية والسيطرة. فهى – مقارنة بعشيقها يون برونسكى – قوية البنيان ، ونجدها فى الوضع المسيطر أثناء الممارسة الجنسية فى الفندق وتكاد تكون هى الطرف الإيجابى فى الاتصال الجنسى.
رأس الحصان ملئ بالثعابين
وكنتيجة لهذا الشبق الجنسى عند اجنس، نجد مظاهر الأمومة متقلصة تقريبا عندها على عكس جدتها . لم تدرك أجنس مشكلتها إلا عندما رأت رأس الحصان  الميت على الشاطىء وفمة ملىء بالثعابين ، فقد شعرت بأن  هذا الحصان يمثلها والثعابين تمثل أعضاء الذكورة. فهى لا تكتفى برجل واحد إنما برجلين، ونتيجة شبقها ، ستموت كهذا الحصان.
أجنس تتقيأ من منظر رأس الحصان
تتقيأ الام، وتنفعل بشدة عندما ترى رأس الحصان. يهدىء يون برونسكى من روعها ويداعبها جنسيا. ويجمع ألفريد عدد ضخم من الثعابين، التى تزيد من القدرة الجنسية ، ليقدمها لها ، فهو يعلم بعلاقتها بيون برونسكى ، وبالتالى يشعر بعجزة عن اشباعها
.
يون يداعب أجنس و ألفريد مهتم بالتعابين
ويوضح عدم قدرته على منع من مداعبتها جنسيا وعدم تمكنها من منع ألفريد من جمع الثعابين أن فكرة الجنس مسيطرة عليها تماما .
وعندما ننتقل إلى المشهد التالى ، نرى الفريد يحضر الثعابين للغداء  ، وتتلوى الاخيرة فى إشارة للعضو الذكرى. ترفض أجنس بشدة أن تأكل الثعابين ، وتدخل الى غرفتها فى حالة انهيار وتدعو الله ان ينقذها من محنتها. ثم يدخل يون الى غرفتها ويداعبها جنسيا فلا تقوى على مقاومته.  ثم تخرج بعد ذلك لتأكل من ثعابين البحر
.

شارل أزنافور في دور التاجر اليهودي
تحاول أجنس ان تحل مشكلتها فتستثيرماركوس أولا ، تاجر اللعب اليهودى الذى ينصحها ان تبقى مع ألفريد وتبعد عن يون. ثم تذهب للاعتراف للقسيس فى الكنسية وتحاول أن تجد حلا لمشكلتها مع يون و ألفريد، خاصة أنها حامل ولا تعرف من هو الأب ، ولكنه لا يفيدها بشىء ويقول لها عليك بالصلاة، عليك بالصلاة - يظهر اوسكار عجز الكنسية على مستوى رمزى عندما يلعب مع تمثال المسيح ويطلب من التمثال أن يدافع عن نفسة .
أوسكار و هو يلعب مع تمثال المسيح
لقد وصلت أجنس الى مرحلة فقدان الامل فى مشكلتها وسيطر عليها إكتئاب شديد . وانتابتها
رغبة فى تدمير ذاتها ، لتبدأ فى أكل كميات هائلة من السمك مما يؤدى إلى وافتها فى النهاية ، وتكون نهايتها شديدة الشبة برأس الحصان الميت.

ألفريد ويون :

يون و هو في مكتب البريد
يون و هو صغير
ألفريد ضعيف الشخصية ، غير قادر على نفى الاتهام الذى وجهه إليه بأنه السبب الرئيسى فى عدم نمو أوسكار وهو برىء من هذا الاتهام.  ألفريد غير قادر أيضا على إشباع امرأته جنسيا، ولذلك يبقى على يون . بينما يون على نقيض ألفريد ملىء بالحيوية والقدرة الجنسية العالية ، وسيم يقترب شكله من الفتيات  إلا أنه ليس شجاعاُ ، فنراه وهو صغير يصم اذنية عندما يطلقون الرصاص على يوسف كولشافك ومرة أخرى عندما يهاجم الالمان
مكتب البريد البولندى .
أوسكار :
أوسكار
يرث أوسكار حب التدمير والاحتماء من العالم الخارجى .. من جده يوسف كولشافك. فهذا الشعور متأصل عند أوسكار منذ أن خرج من الرحم،  وعندما سمع الأم تقول إنها ستأتى له بطبلة ، يعلق : " مجرد تخيل الطبلة منعنى من التعبير عن رغبتى بشكل قوى عن رغبتى فى العودة الى الرحم مرة اخرى، خصوصا بعد أن قطع الحبل السرى ولم يعد هناك شىء يمكن عمله " .
فأوسكار يريد العودة الى الرحم،  ويعبر عن ذلك بمحاولة الأختباء تحت تنورة الجدة. بل أنه يغار من جنين ميت داخل إناء – فيصرخ نحو الإناء ليتحطم، ويسقط الجنين على الارض. فأوسكار يتمتع عندما يحطم الاشياء ويعتبر ذلك بديلا لخروجه من الرحم. ولكن على الرغم من عدوانية أوسكار نحو العالم الخارجى الذى رآه مقلوباً معكوسأ عندما خرج الى العالم، فهو يريد ان يخرج ما هو جميل فى النفس البشرية،  وذلك فى مشهد الاحتفال النازى الذى يتحول الى حفل فالس بسبب قرع أوسكار على الطبلة

أوسكار ونسبه:
ألفريد في مقدمة الكادر
معرفة نسب أوسكار من جهه الأب محاولة صعبة ويجب ان نكون حريصين فيها فقد يكون من الافضل ان نقتنع بكلام أوسكار " إن الرجلين برغم اختلافهما ، وبرغم تشابه مشاعرهما  نحو أمى، فهما يحبان بعضهما،  ومن خلال هذه الوحدة الثلاثية أتو بى إلى هذا العالم."
ولكن الجدير بالذكر أن نقول إن هناك دلائل تؤكد إلى حد كبير نسب أوسكار الى يون برونسكى، فقبل ميلاد اوسكار  ، عندما نتعرف على العلاقة الغرامية بين يون واجنس، نستمع إلى اللحن الأساسى الخاص بحبهما وعندما ولد اوسكار ، ودخل يون والفريد الى غرفة أجنس تتحدث الاخيرة إلى يون ونستمع إلى نفس اللحن.
 ثم يعود اللحن مرة أخرى عندما يخرج اوسكان مع أجنس ويون، ويصبح اللحن أكثر مرحاُ وطفولة ليشمل أوسكار الذى يتوسطهما.
ومع ذلك يجب ان نحتفظ بألفريد كأب لأوسكار ولو على المستوى النفسى فقط فهو يمثل سلطة الاب بالنسبة له، وذلك سيساعدنا على التحليل كثيراُ.
أوسكار وعقدة أوديب:
أوسكار ينظر بضيق نحو أمه و يون
يون و أأجنس في حالة إندماج

 فى اعتقادى إذا فسرنا مشكلة أوسكار على أساس عقدة اوديب،  فقد نجد تفسيرا مناسباً لتصرفاتة تجاة أجنس ويون وألفريد. فأوسكار كأى طفل يعتبر أنه جزء من أمه، ويعتقد أنها له فقط. وبالتالى عندما وجد أوسكار يون برونسكى يداعب أمه جنسياً، غار منه ونظر إلى أمه ويون بكراهية وأمسك عصى الطبلة ووجهها نحوهما كشكل ضمنى للرغبة فى الانتقام منهما. وعندما رأى يون يداعب أعضاء أمه التناسلية بساقه  " يعتبر أوسكار هذا الجزء خاصاً
أجنس غير قادرة علي التوقف عن أكل السمك

به،  فهو كان موجوداً فى الرحم قبل ولادتة"، قرر بعدها أن يوقف نموه كنوع من الاحتجاج وإثارة انتباه أمه نحوه، ولكن هذا لم يجدى .واستمر يرى ما يحدث بين يون وأمه أجنس . وقد احست الأم أنه يعرف هذه العلاقة عندما صعد البرج وأخد يصرخ  ويقرع الطبلة، فنجدها مرتبكة وهى عائدة. وعندما تموت أجنس من أكل السمك، يحس أوسكار بعقدة الذنب ويحس
أوسكار يحتمي بتنورة جدته عند وفاة والدته
بالضياع الشديد وعدم الأمان بعد موت أمه، ويلجأ للجدة كبديل ليحتمى بتنورتها من شر العالم

الخارجى ثم قاد يون إلى الموت بشكل مستترعندما دفعة إلى أن يجرى ورائه إلى مكتب البريد البولندى المحاصر ليقبض عليه الألمان ويتم إعدامه
.
ماريا
بعد ذلك تدخل ماريا حياة أوسكار فى سن المراهقة وتتطور علاقتة معها من فتاة ترعاه ، إلى ممارسة الجنس معها.

فمن جاءت كبديل لأمه، استطاع أن يطور علاقته بها كما كان يتمنى ان تتطور مع أمه، ولكن صدم عندما وجد أباه ألفريد يمارس الجنس معها ثم يتزوجها وتنجب منه طفلاً ( يشك
أوسكار يرمي الطبلة في قبر والده ألفريد
أوسكار انه أبنه) ، فنرى عقدة أوديب تظهر مرة اخرى، الابن يتمنى قتل الأب ليحل محله ، وينفذ ذلك بأن يشبك شعار النازى فى يد ألفريد والذى يحاول التخلص من الشعار ، فيقتلة جندى روسى. وعندما يموت الاب ويدفن،  يفكر أوسكار مرة أخرى أن يكبر بعد أن أصبح المكان فارغاً، وأصبح قادرا على احتلال مكان الأب.

أوسكار ممثل النظام المعارض لما يحدث فى العالم والنظام المعارض للنازى بصفة خاصة. فقراره
أوسكار و مجموعة الأطفال
بعد النمو  له علاقة بذلك، وهو امتداد لعدم رغبتة فى الخروج من الرحم إلي العالم الخارجى. ولكن وجد عزائه في طبلته التى تعبر عنه بشكل قوى ، واحتفظ بحق التعبير  بأنه إذا حاول أحدهم أن يأخذ الطبلة منه، يصرخ فيحطم الأشياء الثمينة ويتلذذ بتحطيمها، فالطبلة والصراخ ليسا أكثر من رمز من رموز التعبير البدائية التى احتفظ بها أوسكار بشكل مواز لعدم نموه. فى نفس الوقت
طابور الأطفال يعترض الطابور النازي

نجد ان الأنظمة المعادية للنظام النازى أنظمة غير ناضجة، فالانظمة المعارضة فى الفيلم تتلخص فى البولنديين، وهم عاجزون عن صد الألمان، ثم نري أوسكار وهو يقود مجموعة من الأطفال الذين يغنون أغنية الساحرة ويعترضون  طابور الشباب النازى ولكنهم ينضمون  إلى النظام النازى بعد فترة وجيزة، ويبتعد أوسكار عنهم. وينضم إلى فرقة بيربى للأقزام وهى فرقة معارضة للنظام ولكن بشكل مستتر، فبيربى ينصح أوسكار بأن يعرض موهبته ويقول له إننا يجب
أوسكار و خلفه الأقزام
ان ندير العرض الأن لأن الأخرون قادمون ( النازيونوسوف يدمروننا. فالأقزام يمثلون نظاما معارضا ولكنه نظام أكثر ذكاء، فهو يسيطر على عقول النازيين  من خلال التسلية، وينضم إليهم أوسكار ويربط المخرج بينهم وبين الأطفال عندما كانوا مع اوسكار يغنون أغنية الساحرة. فنجد الأقزام يغنون هذه الاغنية وأوسكار معهم.
الجدة مازالت في مكانها في نهاية الفيلم
فأوسكار يمثل جيلاً لا ينتمى الى مكان أو فكر، فدنزج مكان ليست له صفة واضحة. و كما تقول الجدة" بما ان الكاشيبيات ليسو بألمان بولنديين، سيستمر الحال على ذلك، وعندما تنتهى الحرب  يرحل أوسكار مع مارية الى مكان لا نعلمة، بينما تبقى الجدة التى تمثل الارض والتاريخ.
مستوى الاحداث العامة:

دنزج كما نعلم من الفيلم ولاية حصلت على استقلالها بعد الحرب العالمية الأولى، و لكن مع صعود الحزب النازى بقيادة هتلر، أصبحت فكرة ضم دنزج، التى يوجد بها مواطنون ألمان بالإضافة إلى البولنديين و الكاشيبيات – وهم المواطنون الأصليون مثل الجدة والأم ؛ فكرة واردة
الأم و الجدة ينظران نحو يون و ألفريد
تم تنفيذها بالفعل وكانت بداية الحرب العاليمة الثانية. فهناك ثلاث أطراف رئيسية موجودة فى قضية دنزج ، هى دنزج نفسها وألمانيا وبولندا  وقد جسدت هذه الأطراف الثلاثة شخصيات فى الفيلم هى على التوالى أجنس و الفريد ويون. و بالنسبة لأجنس فالجدة واوسكار امتداد لها .فالجدة التى تمثل الفترة الواقعة قبل الحرب العالمية ، لديها الرغبة في أن يخطب ودها أكثر من شخص، ولكن كان هذا على مستوى اللاوعى فقط. أما أجنس،
أجنس تتأبط ذراع ألفريد بينما تمسك بيد يون !
فهى تقول لجدتها وهى تنظر إلى يون وألفريد بعد الحرب العالمية الأولى، انها لا تعرف أيهما تحب  : وتقول الجدة ستعرفين  ثم تذهب أجنس بجانب ألفريد وتتأبط ذراعه وتمد يدها الأخرى من الخلف لتمسك بيد يون عشيقها القديم الذى ظهر فى حياتها قبل ألفريد. 
وهنا ترى أن دنزج كولاية لم تحاول أن تكتفى بإحدى الدولتين، إنما رغبت فى كل منهما مما أدى الى أن تحمل بطفل ( اوسكار) ، يصل إلى ثلاث سنوات فيقرر ان يوقف نموه إحتجاجا على أمه ( دنزج) لعدم اهتمامها به وانشغالها بيون برونسكى البولندى، فدنزج لاهيه عن أبنائها وغير قادرة على رعايتهم وتنشئتهم.
أجنس تندفع فى رغبتها الجنسية الى مدى بعيد مما يجعل الفريد ينضم الى الحزب النازى، حزب القوة والسيطرة ، ليشبع إحساسة بالقوة والسيطرة، وفى نفس الوقت ليكون ذلك محاولة للسيطرة على زوجته أو على دنزج.

وفى مشهد الشاطىء، نجد أن كلا من يون وألفريد يحاول أن يشبعها جنسيا أو بمعنى أخر كل من
يون في لحظة أعدامه ينظر إلينا
بولندا وألمانيا  تحاول خطب ود دنزج ، و فى نفس الوقت هى رأت مستقبلها فى رأس الحصان الميت وفمه ملىء بالثعابين وتستمر فى الانهيار بعد ذلك حتى تموت من كثرة أكل السمك. ثم نرى مدينة دنزج تسقط فى يد الالمان من خلال مشهد مكتب البريد الذى نرى فيه يون

التى عشقها برونسكى يصرخ وينادى أجنس،  فهى المرأة وهى
يون يكشف ورقة الكوتشينة
المدينة التى يرغب فيها.
ويتلخص حبه هذا فى كارت الكوتشينة الذى يبقى فى يدة كارت البنت ومكتوب عليه D  فحرف D  مقابل للحرف الأول  من كلمة دنزج  وهى كلمة امرأة بالالمانية ، فى نفس الوقت كما هو معلوم فى الكوتشينة، ففى كل صورة يتكرر الوجه مرتين؛  مرة أجنس المرأة ومرة دنزج الوطن.

نشرت هذه المقالة في أغسطس ١٩٩٩ بمجلة الفن السابع

No comments:

Post a Comment